سۆرانی | English | العربية | kûrmançi               

كفی!

بعد اغتيال (غازي صالح آليخان) مسؤول آسايش معبر سرزير الحدودي، عصر يوم الخميس المصادف 8-10-2020، من قبل مسلحي البكك، حان الوقت لوضع حدّ لممارسات البكك وتصرفاتها الطائشة واللامسؤولة، وأعمالها المنتقصة من قدر المواطن الكوردي والمحطة لكرامته، حان الوقت لتأطير مساحة كوادرها وأنصارها ومؤيديها، ووضع نهاية لحالة الهلع والخوف من تهديدات الاغتيال والتصفية الجسدية التي يعيشها مواطنو إقليم جنوب كوردستان.

فبمرور الوقت تتضح حقيقة البكك وزيفها، كما تنكشف يوماً بعد يوم أهدافها واستراتيجياتها العدائية للجنوب وفي الجنوب، وما تحاول جلبه للجنوب من ويلات ودمار ومآسي، فالبكك إنّما تعادي الكورد فقط في كافة أجزاء كوردستان لا غيرهم من الأعداء المحتلين، وهي تعتقد أنها بمثل هذه الممارسات واستهداف المدنيين الأبرياء والعزّل والمخلصين الوطنيين وتهديد المؤسسات الأمنية لإقليم جنوب كوردستان ستستطيع إخفاء خيباتها وطمس هزائمها وستر فشلها بل وهزائمها المتكررة.

فهي لم ولن تستهدف غير أبناء جلدتها، ولم ولن تعادي غيرهم! فلم نر البكك تستهدف مسؤولاً عسكرياً أو قيادياً معروفاً من الجيش التركي أو الإيراني أو العراقي أو السوري! ولم تتحدث إلا عن اغتيال مسؤولي إقليم جنوب كوردستان والشعب الكوردي في جنوب البلاد.

وممارسات البكك وأعمالها الإرهابية في الجنوب ليست وليدة اليوم، كما ليست بشيء جديد، بل دأبت البكك على مثل هذه الأعمال والممارسات، وذلك لعدم وجود أي موقف جدّي لحكومة إقليم جنوب كوردستان تجاه هذه الممارسات الطائشة واللامسؤولة والإرهابية، فاستمرار البكك ومواصلتها لأعمالها الإرهابية هذه إنما هو بسبب عدم اتخاذ حكومة جنوب كوردستان أي موقف إزاءها، فقد كان من المفروض على سلطات الإقليم اتخاذ موقف جدّي وصارم تجاه البكك عند قيامها باستهداف شخصية وطنية مخلصة أمثال (كاني يلماز) في مدينة السليمانية وفي وضح النهار، ووضع حدّ لمثل هذه الأعمال والممارسات الإرهابية الدنيئة والبشعة.

فقد دأبت البكك على ممارسات دنيئة بعيدة عن الإنسانية، فهي عندما تستهدف شخصية كوردية دأبت على تبرير أعمالها الإرهابية هذه باتهامها بالتجسس والخيانة، لإضفاء الشرعية على ممارساتها غير الشرعية والإرهابية، وهي تتحضّر قبل ذلك لكلّ شيء وتستعد لكل السيناريوهات، بدءاً من تحضير بيان مكتوب قبل القيام بمهمتها، وتسلسل جملة من الاتهامات الكاذبة والتي لا أساس لها من الصحة، ونشرها على منصاتها الإعلامية المتخصصة لهذه الأعمال والرائدة فيه، لإخفاء وجهها المحرّف والزائف والبشع!

نعم، هذا ما يحيّر الوطنيين المخلصين، إلى متى ستمارس البكك مثل هذه الأعمال الدنيئة؟! ألن تتجنب عنها وتنصرف عنها؟! متى ستنظر إلى قضيتها نظرة وطنية مخلصة؟! فلو أرادت البكك أن تناضل من أجل القضية الكوردية ومسيرة الكوردايتي فالكلّ يعرف من أحق بالاستهداف والمعاداة والمحاربة! المخلصين من أبناء الوطن أم الأعداء المحتلين لأرض الوطن!

نعم، قضية اغتيال آليخان تركت جملة تساؤلات وراءها بحاجة لأجوبة مقنعة، لا تُهَماً معلّبة تم تحضيرها مسبقاً مغلّفة بجملة مبررات واهية! فهنا نتساءل: لماذا لا تستهدف البكك المسؤولين الأتراك؟! لماذا لا تستهدف البكك شخص اردوغان؟! لماذا لا تستهدفه في تجمعاته سواء في ئامد أو وان أو غيرها من المناطق عندما يتابع حملته الانتخابية؟! أليس باستطاعة قناصي البكك الذين يتقنّصون أبناء الكورد ومخلصيهم ووطنييهم أن يتنقصوا مسؤولاً في المخابرات التركية أو إحدى شخصياتها الأمنية؟! أم أن فوهة بنادق البكك وأسلحتها القناصة لا تعرف غير صدور الكورد وسيماهم ووجوههم؟!!

ختاماً، نطالب بشيء واحد فقط، وذلك لما عانيناه نحن الكورد في شمال كوردستان من ظلم على يد البكك، لما مورس تجاهنا من ترهيب وتخويف، نقول شيئاً واحداً فقط، لو تم تقم حكومة إقليم جنوب كوردستاننا الحبيبة بإظهار موقف جدّي وحازم وصارم تجاه ممارسات البكك وأعمالها الطائشة وبالأخص تجاه الشخصيات الوطنية والمخلصة والمؤسّسات الأمنية في الجنوب، لو لم تقل سلطات الإقليم لمسلحي البكك ومقاتليها وتنظيماتها وكوادرها وأنصارها (كفى!) فهي لن تكفّ عن مزاولة أعمالها الإرهابية والتخويفية والخيانية بحق أبناء الكورد الوطنيين والمخلصين، بل ستدمّر كلّ شيء وتشعل الأخضر واليابس معاً كما تفعل الآن وقبل وما زالت تفعل! ينبغي التعامل معها على أساس كما تدين تُدان، ينبغي أن تكون ردود أفعال الحكومة أشدّ واقوى تجاه هذه الممارسات الدنيئة للبكك لئلا يتذوق الشعب الكوردي في الجنوب ما تذوقناه نحن في الشمال على مرّ عقود من الزمن!

قد يعجبك ايضا